( حياة الرسول فى كلمات)

( حياة الرسول فى كلمات)

حياة الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم تحتاج إلى مجلدات ضخمة والى كتابة موسعة عن نشأته ودعوته ورسالته ،ولذلك فأننا سنذكر بعض النقاط ونجتزئ بها:
نشأ الرسول صلي الله عليه وسلم على اليتم والاغتراب وخشونة العيش وآلام الحياة فقد توفى أبوه ( عب الله) قبل ولادته وهو جنين فى بطن أمه فجاء يتيما محروما من عطف الأب وحنانه .
ولما بلغ من العمر أربع سنين أرجعته ( حليمه السعدية) مرضعته إلى أمه في مكة فبقى عندها مع جده ( عبد المطلب) في كلاءة الله ورعايته وحفظة ، ينبته الله نباتا حسنا ، لما يريد به من كرامته وتوفيقه.
ولما بلغ من العمر ست سنين أخذته أمه (آمنه) إلى المدينة المنورة لزيارة بنى النجار أخوال أبيه ، فماتت وهى راجعة إلى مكة فى (الابواء) بين مكة والمدينة فأصبح رسول الله صلي الله عليه وسلم يتيم الأبوين
بقى رسول الله صلي الله عليه وسلم فى كفالة جده عبد المطلب بعد وفاة أمه ، و كان جده يحبه ويكرمه ، ويجلسه على فراشه الذى يفرش له فى ظل الكعبة ، وكان أولاده لا يجلسون على الفراش إجلالا لأبيهم ، فإذا جاء رسول الله وهو غلام جفر و أراد الجلوس منعه أعمامه فكان أبو طالب يقول لهم : دعو ابني فو الله أن له لشانا . ثم يجلسه معه على فراشه ، ويمسح ظهره بيده و يلاطفه ، وهذا من عناية الله تعالى به وجميل إحسانه إليه ( الم يجدك يتيما فاوى؟).
بعد سنتين من كفالة عبد المطلب توفى جده فكفله عمه (أبو طالب) وكان الرسول صلي الله عليه وسلم ابن ثمان سنين ، وقد أوصى جده قبل وفاته به ابا طالب فكان أبو طالب يكرمه ويعطف عليه لأنه ابن اخية ( عبد الله) وتنفيذا لوصيه أبيه .وهكذا توالت التكبات على رسول الله ، فلم يعتن به مؤدب ،ولم يوجه مدرب ، ولكن الله عز وجل حفظه ورعاه، ونشا على كمال وخلق عظيم "ادبنى ربى فأحسن تاديبى".
تزوج صلي الله عليه وسلم بخديجة لما بلغ من العمر سنه وذلك حوالي سنه 610 من ميلاد المسيح عليه السلام وأمره بتبليغ ما انزل اليه بعد 3 ثلاث سنوات من نبوته ، فقام يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وليث يدعو إلى الله في مكة وما حولها نحوا منعشر سنين حتى أذن الله له بالهجرة إلى يثرب (المدينة المنورة).
هاجر الرسول إلى المدينة وجعلها مركز دعوته ،وعاصمة دولته الدينية- دولة الإسلام- وكان ذلك بأمر من الله تعالى وتوجيه منه ، فهاجر ومعه ( أبو بكر الصديق ) لا فرارا من زحف ، ولا خوفا من قتل ،وإنما بتخطيط وتدبير من العلى القدير ،وبذلك بدأت نواة (الدولة الإسلامية ) وقام بنيان الجماعة المحمدية التي فتحت – فيما بعد – مشارق الأرض و مغاربها ، ونشرت الإسلام فى ربوع العالم ، وأصبحت كلمة الله هى العليا.
ولما أكمل الله للناس دينهم ، وأتم عليهم نعمته ، وأدى رسوله محمد صلي الله عليه وسلم الأمانة ، وبلغ الرسالة ، ونصح الأمة ، وفتح عليه بالنصر المبين ، اصطفاه الله تعالى إليه ، ،واختاره لجواره ، فقبض روحه ، وكان ذلك فى يوم الاثنين من ربيع الأول لسنه 11 من الهجرة النبوية .

اللهم صلى وسلم وبارك وعظم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.